آداب الطريق

آداب الطريق

الطريق ملك للجميع ويعد المرفق الأساسي الذي يستخدمه جميع الأشخاص، لذا يتوجب على جميع الأشخاص الالتزام باحترام الطريق وتطبيق الآداب العامة للطريق وديننا الإسلامي لم يترك أمر إلا وتحدث عنه، وجاء الكثير من الأدلة على آداب الطريق في القرآن الكريم والسنة النبوية.

تعريف آداب الطريق

الالتزام بجميع الآداب العامة للطريق يعد من أهم الحقوق التي تم تقديسها في الإسلام، وجاء عن أبي سعيد الخدري حيث قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال” إيَّاكُمْ والْجُلُوسَ بالطُّرُقاتِ” قالوا: يا رَسولَ اللهِ، ما لنا بُدٌّ مِن مَجالِسِنا نَتَحَدَّثُ فيها قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: “إذا أبَيْتُمْ إلَّا المَجْلِسَ، فأعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ” قالوا: وما حَقُّهُ؟ قالَ: “غَضُّ البَصَرِ، وكَفُّ الأذَى، ورَدُّ السَّلامِ، والأمْرُ بالمَعروفِ، والنَّهْيُ عَنِ المُنْكَرِ”.

جاء الكثير من الروايات للصحابة عن حث الرسول لإدلال السائل عن الطريق التي تعد أحد آداب الطريق كما قال أبي سعيد المتقدم عن الحقوق الخمسة للطريق كالآتي” غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلاَمِ، وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْىُ عَنِ الْمُنْكَرِ” وجاء الكثير من الأحاديث التي تدل على تلك الآداب.

آداب الطريق في ضوء الكتاب والسنة

ومن خلال الحديث أدركنا آداب الطريق والتي تتمثل في غض البصر، ونهانا الإسلام عن الجلوس في الطريق لأن غض البصر يعد ذنب عظيم وينتج عنه ارتكاب المعاصي، وجاء في كتابه الكريم عن غض البصر” قُل لِلمُؤمِنِينَ يَغُضُّواْ مِن أَبصَارِهِم وَيَحفَظُواْ فُرُوجَهُم ذَلِكَ أَزكَى لَهُم إِنَّ اللهَ خَبِيرُ بِما يَصنَعُونَ * وَقُل لِلمُؤمِنَاتِ يَغضُضنَ مِن أَبصَارِهِنَّ وَيَحفَظنَ فُرُوجَهُنّ”.

ويعد كف الأذى عن الناس أحد الآداب العامة للطريق سواء في الطريق أو العمل أو المنزل، ومن ضمن الأمثلة على أذية الآخرين في الشارع تكون السير بالسيارة وتشغيل السماعات الخارجية بأصوات مرتفعة.

رد السلام واجب في حالة الاستماع إليه وإلقاء السلام يعد سنة محببة لقول أبي هريره الذي جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال” خَمْسٌ تَجِبُ لِلْمُسْلِمِ علَى أخِيهِ: رَدُّ السَّلامِ، وتَشْمِيتُ العاطِسِ، وإجابَةُ الدَّعْوَةِ، وعِيادَةُ المَرِيضِ، واتِّباعُ الجَنائِزِ”.

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب الالتزام به في الطريق لقوله تعالى” كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤمِنُونَ بِاللهِ”، وفي حالة تجاهل الأمر بالمعروف والنهي عن حدوث المنكر في الطريق ينال عقاب لحديث أبي بكر الصديق حيث قال” وإنَّا سَمِعْنا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ الناسَ إذا رأَوُا المُنكَرَ فلم يُغيِّروه، أوشَكَ أنْ يعُمَّهم اللهُ بعقابِه”.

إماطة الأذى عن الطريق يعد أحد آداب الطريق التي حدثنا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف” الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ، أوْ بضْعٌ وسِتُّونَ، شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَدْناها إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ”، ومن يرفع الأذى من الطريق يثاب على هذا الفعل لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم” بيْنَما رَجُلٌ يَمْشِي بطَرِيقٍ وجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ علَى الطَّرِيقِ فأخَّرَهُ، فَشَكَرَ اللَّهُ له فَغَفَرَ له”.

أهمية الالتزام بأداب الطريق

الالتزام بكافة آداب الطريق له أهمية كبيرة وفائدة عظيمة تعود على الإنسان نفسه، وتعود تلك الفائدة على المجتمع ككل، وتساعد في شعور الأشخاص بالأمان والاستقرار عند السير في الطريق، كما يوجد الكثير من الفوائد الأخرى منها:

زيادة الألفة بين الأشخاص والمحبة التي تنتج عن التحية ورد السلام بين الأشخاص في الطريق.

الالتزام بآداب الطريق ينتج عنه التحلي بحسن الخلق وتهذيب النفس كي يكون الإنسان قدوة لغيره في الطريق.

كما يساهم الالتزام بآداب الطريق في توفير الأمن في المجتمع وشعور الأشخاص في الطريق بالأمان الناتج عن غض البصر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

المجتمع سوف يصبح متقدمًا وأكثر حضارة نتيجة التزام جميع الأشخاص بالآداب العامة للطريق.

إقرأ أيضاً

صلة الرحم وبر الوالدين

حسن التعامل مع الاخرين

شارك المقالة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *